الشعر العربي الملحون: بحث في المعجم -د. عبد الله كوش

الشعر العربي الملحون: بحث في المعجم -د. عبد الله كوش

الشعر العربي الملحون: بحث في المعجم
د. عبد الله كوش
أستاذ باحث كلية الآداب – مراكش

  هذا المقال تم نشره من طرف جمعية هواة الملحون بمراكش
من خلال الكتاب الذي ألف بمناسبة تكريم الأستاذ عبد الله الشليح
وجميع حقوق النشر محفوظة للجمعية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه

أود في البداية أن أتقدم بالتحية والشكر الجزيل إلى أعضاء جمعية هواة الملحون بمراكش على الجهود التي ما فتئوا يبذلونها في سبيل النهوض بفن الملحون في هذه المدينة وإلى الزملاء الكرام أعضاء اللجنة الثقافية بهذه الجمعية على إتاحتي فرصة المشاركة في تكريم الأستاذ الجليل سيدي عبد الله الشليح أطال الله عمره.

هذه مساهمة متواضعة في تكريم الأستاذ عبد الله الشليح الذي بذل ،ولا زال يبذل،الكثير من وقته وعمله من أجل الحفاظ على شعر الملحون ونشره بين المهتمين به في مدينة مراكش منذ أزيد من خمسين سنة. ولم يتردد يوما في مد يد العون لطلبة شعبة اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش الذين أرسلهم إليه طلبا للمساعدة في القيام بأبحاثهم حول الشعر العربي الملحون وذلك منذ أزيد من ثلاثين سنة. فكان الأستاذ الشليح لا يبخل عنهم بشيء إذ كان يمدهم بنسخ من الكنانيش التي يتوفر عليها ويناقش معهم مواضيع أبحاثهم داخل مكتبه على حساب انشغالاته الكثيرة. وكان هذا، ولا زال، في وقت قل فيه الاهتمام بالبحث في الشعر العربي الملحون داخل الكلية إلا من الجهود التي يبذلها أساتذة شعبة اللغة العربية وآدابها الذين يرجع إليهم الفضل في تقريب شعر الملحون إلى أذهان وقلوب عدد كبير من بناتنا وأبنائنا الطلبة.

فتحية إكبار للأستاذ الشليح وشكرا له على كل شيء، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

    تستأثر اللغة في الشعر العربي الملحون باهتمام الباحثين لما تحمله من مميزات ولما تطرحه من تساؤلات. وقد قيل الكثير في شأن هذه اللغة وتساءل البعض أهي لغة فصيحة أم هي عامية عاصية. وقيل إنها تتضمن الفصيح المهجور تارة والمستحدث الهجين تارة أخرى.  كما قيل إنها خليط من كل هذه الأنواع.

     هذه المقالة محاولة متواضعة للوقوف على بعض مناحي المعجم في شعرلملحون وخصوصا التداخل اللغوي وما ينتج عنه من اقتراض معجم من مستوى لغوي إلى آخر.

وفي البداية لا بد من التذكير بمفهوم التداخل اللغوي الذي هو موضوع هذا البحث. فالتداخل اللغوي حالة تتميز بوجود لغتين أو أكثر في منطقة جغرافية واحدة أو ضمن ذخيرة لغوية واحدة و بالتأثير المتبادل بينها مما ينتج عنه اقتراض من لغة إلى أخرى. ويهم هذا الاقتراض أصوات اللغة وتركيبها ومعجمها. ولعل المعجم أكثر ما يقترض بين اللغات. ويكون هذا النوع من الاقتراض إما تاما أو جزئيا بحيث تستقبل الكلمة المقترضة، أو الدخيلة، من لغتها الأصلية كما هي دون تغيير أو تخضع للتحول الصرفي للغة المستقبلة (هادسن، 1980).

المعجم في الملحون
ينقسم المعجم في لغة الملحون إلى:
– فصيح
– مستحدث من الفصيح
– منتم للغة التخاطب اليومي.

 والجدير بالذكر أن أكثر هذا المعجم من الكلام الدارج لسبب بديهي هو أن الشعراء نظموا باللغة التي يتقنونها قبل غيرها وهى اللغة العربية الدارجة، لغتهم الأم.

إلا أن هذا الرصيد ليس كله دارج لأن قسطا منه ينتمي إلى الفصيح من العربية، وإن كان هذا الفصيح يخضع لاختزال بعض الصوائت يجعله ملائما للنظام الصوتي للغة العربية الدارجة. إضافة إلى هذين النوعين، فإن لغة الملحون تضم أيضا ما أسميته بالمستحدث من الفصيح. ويتعلق الأمر بالكلمات التي تقترض من اللغة العربية الفصيحة وتخضع للقواعد الصرفية للدارجة.

    1. الفصيح

يقول ولد أرزين في قصيدة الخليلة:

فيه خيلان يمين وشمال
والغنجور الدركلي الا يلو تشميلة
 زان سر الوجه المكمول.

وفعل زان هنا، كما هو معلوم، مقترض من اللغة العربية الفصيحة ومعناه ‘زين’ و’ زخرف’، وهو ضد ‘شان’. وليس من الأفعال المستعملة كثيرا في العربية الحديثة اليوم. وأكاد أقول إنه لا يستعمل قطعا. ولعل استعماله هنا جاء قياسا باستعماله في اللغة العربية الفصيحة في حالة ‘زان البنان’ أي خضبه كما ورد في القصيدة العربية المشهورة التي جاء فيها:

لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم
 وحملوها وصارت بالدجى الإبل
وأومأت ببنان زانه عنم
ناديت لا حملت رجلاك يا جمل
يا حادي العيس عرج كي نودعهم
يا حادي العيس في ترحالك الأجل.

ويقول الجيلالي امتيرد في قصيدة الحراز:

إيلا يشوفني يتكحل بمحاور العمى
ويزيد كدوب ونفاق
ونوللي ثقيل كثر من الرصاص عنده
شوفة وحدة يكرهها في خيالي
يسقل جبهته ويعكد العبسة فخلقته
ويوللي قلبه ظلام واقسى من صلد الصم

وكلمة ‘صلد’ هنا تحيل إلى الحجر الأصم وهي كلمة فصيحة استعملت مع اختزال في طول مصوتها الأول في خطاب تكاد تكون كل مفرداته من اللغة الدارجة. وتحمل هذه الكلمة معنى الصلابة والقسوة الشديدتين، وهو ما يفسر استعمالها هنا دون غيرها.

 ويقول أحمد الغرابلي في المرسول:

بارت الحيال وباد صبري
واهل الهوى يعرفوا حالي يعدار
وينصفوا الهوى العذري
وشواهد المعاني تعطي الاخبار
من حر الشوق نظمت شعري
الروح ذاهلة ودمع عيني مدرار.

 وفي هذه الأبيات القصيرة ما يكفي من الأدلة على لجوء الشاعر إلى الاقتراض من المعجم الفصيح بطريقة انسيابية لا تبعث على أدنى نفور. فكلمة ‘بارت’ من بار بورا وبوارا أي هلك. وهي من الفصيح. ومن هذا الفعل ‘دار البوار’ التي ذكرت في القرآن الكريم بمعنى دار الهلاك أو جهنم. ويحتمل هذا الفعل معنى آخر وهو كسد وبطل ويستعمل للدلالة على فساد الشيء كالعمل والمسعى ونحوهما.

أما الفعل ‘باد’ فهو موغل في الفصيح ولا وجود له في اللغة الدارجة ومعناه هلك. ويقال باد بيدا وبيودا وبيادا. ولا بد من القول إن هذا المستوى من المعرفة باللغة العربية لا يتأتى إلا لمن اجتهد واطلع واستطاع أن يكون رصيدا معجميا لا يستهان به. ويمكن قول الشيء نفسه في شأن المفردات ‘العذري’ و ‘ذاهلة’ و’ مدرار’. وقد تم إخضاع كل هذه الكلمات إلى نوع من الاختزال في المصوتات.

 ونجد في سرابة شاين كتب العالم ما يلي:

ما بهضوك عوارم
ما لسعوك صوارم
ما دقتي كاس المدام
ما بات رقيبك من ضناك خايف
ما نكيتي حسود
ما حزتي بين يديك سودة السوالف ما عنقتي نهود
عايش هايم
واه يا اللايم
يكفاك اليوم لا تعود تلوم.

 وهذه الأبيات كلها مزيج من المعجم الفصيح والدارج. و يتمثل الفصيح في الكلمات ‘بهضوك’ وهي من بهظ وأبهظ أي أحدث مشقة أو أذى، ‘لسعوك’ وهي من ‘لسع’ أي ‘لدغ’ و’صوارم’ وقد استعملت هنا كجمع للصارم وهو السيف القاطع. كما أن بقية المعجم ذو أصل فصيح وأعني به المفردات ‘المدام’ ، ‘ضناك’، ‘نكيتي’ و ‘حزتي’. ونجد هنا أيضا نفس التقنية التي تعتمد الفصيح مع الاختزال في طول المصوت.

 ويجب التذكير بأن جل شعراء الملحون يتميزون بملكة فائقة في الإتيان بهذا النوع من المعجم الفصيح واستعماله أحسن استعمال للدلالة على معان ربما لا يفي المعجم الدارج بالمراد في شأنها. ولا يتأتى هذا إلا للشعراء الذين يملكون معرفة باللغة العربية ودربة تسعفهم في تطويع معجم هذه اللغة.

    1. المستحدث من الفصيح

وأعني بهذا النوع من المعجم تلك الكلمات التي يقترضها شاعر الملحون من الفصيح ويخضعها للنظام الصرفي للغة العربية الدارجة. ولعل السبب الرئيس وراء هذا بعض ضرورات الإيقاع والوزن وتجانس المفردات داخل القصيدة. وهذه بعض الأمثلة على ذلك.

 يقول أحمد الغرابلي في ناعورة قصيدته المشهورة المرسول:

يا الراوي ذا الحلة الرايقة انس بها أهل الفن والغ جهاله
ما جاو فشاي الجاحدين أهل المكر والبهتان
والمطموس العكلي المهتفة الحثالة ما حق كيف يغزل برواله
ويعاند نساج الحرير ويضاهي بالبهتان
باقي نسقيه السم والحدج ونوريه قباحته وخبته وجداله
ونراه يبخ الدم والمرار على كل الالوان.

 وجل الكلمات هنا مستحدثة من الفصيح وخاضغة لصرف غير صرف اللغة العربية الفصيحة جعلها تستقيم كمفردات تنتمي إلى معجم له كيانه الخاص.فمن المرجح جدا أن يكون أصل كلمة ‘مطموس’ من ‘طمس’ أي انمحى وذهب، وأصل كلمة ‘عكلي’ من ‘العكل’ وهو اللئيم وكلمة ‘حثالة’ من حثالة القوم أي رذالتهم ومن لا قيمة لهم و كلمة ‘الحدج’ هي الحدج وهو الحنظل.

 يقول البغدادي في آخر قصيدته ‘الحراز’:

لا تفرط فينا يا د الجليل سامع الاصوات
يا رفيع الدرجات
يا الله السامع يا كامل الرجوية
 والسلام نهيبه للماهرين جميع القرات
حافظين السلكات
ما طلع نجم الصبح وراحت الذهبية

 وفي هذه الأبيات مثالان لتطويع المعجم الفصيح واستحداث معجم أخر منه وهما ‘الرجوية’ والمراد بها ‘الرجاء’ و ‘القرات’ والمراد بها ‘القراء’ مثلها مثل ‘الشيات’ التي تعني ‘الاشياء’.

فإذا نظرنا إلى هذه الكلمات المستحدثة نجد أنها خضعت كلها لنفس العملية وهي الإبقاء على جدر الكلمة وإضافة أحرف لازمة إليها حتى تستقيم وصرف اللغة الدارجة.

    1. لغة التخاطب اليومي

وهذه اللغة هي بطبيعة الحال اللغة العربية الدارجة التي تشكل الجزء الأكبر في معجم الملحون. وأعني بهذا مجموع الوحدات المعجمية المستعملة التي يفهمها كل متحدث باللغة الدارجة. وربما تضمنت كلمات موغلة في الخطاب اليومي من قبيل ما جاء في سرابة ‘المحبوب’ المشهورة:

علاش أمحبوب خاطري دزتيني
الجافيني وعلاش د الجفا
حبيتك من خاطري ولا ردتيني
كاتمنيني يا شارد العفا
خالفتي في القول باش واعدتيني
ولا وصلتيني قاسيت ما كفا.

 مثال آخر لهذا المستوى اللغوي هو ما جاء في سرابة ‘اللايم’:

اداك اللايم لا تلومني فهوايا
ما فالغرام شقايا
بليته بلية
اتقي ربي وتوب غير انتايا
والا بك غير انايا
ما عليك فيا
خليني كيف راد لي مولايا
راني بغير هوايا
نصرف القضية
حتى يعفو خالقي عليا
ما بيدي ما ندير
غير عدرني فالحب يا اللايم
فالواقع قل خير
والسابق تحقيقه حقيق لازم.

  وهذا كله من نوع الكلام العادي الذي لا يرقى إلى مستوى لغة الشعر من حيث خلوه من المعجم الفصيح والمستحدث من هذا الأخير. وإذا نحن سلمنا بأن لغة الشعر في الملحون تختلف عن مثيلتها في التخاطب اليومي، وهو أمر غير محسوم عند كثير من الباحثين في هذا الميدان وفيه كلام كثير، جاز لنا أن نقول إن شعر الملحون يتضمن أيضا هذا المستوى اللغوي الذي أسميناه لغة التخاطب اليومي.

 والآن نتساءل إلى أي حد تتداخل أنواع المعجم التي ذكرنا في شعر الملحون ونقول إن النوع الثاني، وهو المستحدث من الفصيح، يشكل مثالا يمكن من خلاله الوقوف على تعامل شاعر الملحون مع اللغة العربية ليس كأداة تعبيرية فحسب، ولكن كعنصر للبحث والتغيير والخلق.

 ذلك أن شاعر الملحون، وكما رأينا، لم يكتف باستعمال ما هو جاهز لديه من معجم ينتمي جله إلى لغته التي يتخاطب بها يوميا وبعضه إلى اللغة العربية الفصيحة التي استأنس بها وعرفها إما عن طريق القراءة أو الاستماع أو المجالسة في مجالس الذكر والمساجد، ولكنه حاول إبداع معجم خاص به مستحدث من اللغة الفصيح عن طريق إخضاع كلمات الفصيح إلى النظام الصرفي للدارجة. وهذا من أوضح صور التداخل الذي نريد إظهاره للدلالة على غنى الشعر العربي الملحون من جهة، وقدرة شعراء الملحون على التعامل مع المستويات المختلفة للغة العربية عموما.

 وبالرجوع إلى بعض الكلمات المستحدثة من الفصيح يتضح مدى تمكن شعراء الملحون من الأدوات اللغوية التي تسمح بإنتاج معجم خاص بشعر الملحون. نجد في المقاطع التالية أمثلة لكلمات نحتت من الفصيح.  ففي قصيدة ‘خديجة’ لمحمد بن سليمان ما يلي:

حكيت صاري بين الموج قد الدام
جبين ضي داجي غرة ضوات
كأن هلال فتوهيج
العيون نباو فتغنيج
والخدود ورود فتطهيج
أنف مبهوج وعلى لتقات منسوج.

  ونقرأ في قصيدة ‘الجافي’ لسيدي قدور العلمي ما يلي:

سبحان من نشاك وخلقك نعم الغني الكافي
ودك بالمحاسن لكني ما عطاك رافة
لا عطفة لا موادة لا عاهد لا كلام وافي
ديما شرود نافر من كربي قاري المخالفة.

 ونجد في قصيدة ‘الزين الفاسي’ لمحمد بن سليمان:

رقتي من تكياسي
بن سليمان اسمي
للجاحدين ضربي فالمنحر
درت فيدي مدعاسي
رفدت سيفي
وركبت على جوادي
فايق على البدر.

 وفي قصيدة ‘المرسول’ لأحمد الغرابلي:

قال حبيبي محال ينترك من بالي ونا ما تركني من باله
حاشا حتى نرضى نمحنه ما يستاهل المحان
غير الوعد فرقنا وهكدا قدر المولى وكل وعد بميجاله
ايام الغيبة لا غنى تعود سرور وسلوان.

 في هذه المقاطع كلمات كلها من أصل فصيح إلا أنها أتت في صيغة صرفية دارجة.

وقد نحتت حسب تقنية واضحة تعتمد على الحفاظ على جذر الكلمة الفصيحة وإضافة أحرف ملازمة من اللغة العربية الدارجة. فتصبح الكلمة المستحدثة دارجة في صرفها وفصيحة في أصلها. ولا نكاد نجد هذا النوع من الكلمات المستحدثة في غير لغة الملحون، مما يشير إلى أنها من أهم مميزاتها اللغوية. وهذه الكلمات، كما وردت في المقاطع السابقة كالتالي:

توهيجوالأصل ‘التوهج’ ومعناه التوقد والسطوع
تغنيجوالأصل ‘الغنج’ والغنج والغناج ومعناه الدلال
مبهوجوالأصل هنا ‘بهيج’ أي حسن
شرودوالأصل ‘شارد’ أي نافر أو خارج عن الطاعة
تكياسوالأصل ‘ الكيس والكياسة’ أي الظرف والفطنة
ميجالوالأصل ‘أجل’.

وقد اكتفينا بهذه الكلمات علما بأنه لا تكاد تخلو قصيدة من قصائد الملحون من أشباهها.

  خلاصة

حاولنا في هذه المقالة المتواضعة أن نبين، قدر المستطاع، جانبا من أهم جوانب المعجم في الشعر العربي الملحون وهو الغنى الذي يتميز به هذا المعجم. وقد حاولنا أن نمثل هذا ببعض الأمثلة القليلة من شعر الملحون. ورأينا أن المعجم المستحدث من الفصيح، الذي يمكن اعتباره سمة من سمات الشعر العربي الملحون، نموذج للتعامل الذكي من طرف الشاعر مع معجم اللغة العربية.

    المراجع

    1. الفاسي، محمد. معلمة الملحون. الرباط: مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية. الجزء الثالث: روائع الملحون، 1990.
    2. Arab League Educational, Cultural and Scientific Organization. Unified Dictionary of Linguistic Terms. Tunis: ALECSO, 1989.
    3. Hudson, R.A. Sociolinguistics. Cambridge: Cambridge University Press, 1980.

مقالات قد تعجبك

Share This